2023-10-02
برعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة رئيس المجلس التنفيذي، نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة ملتقى خدمات كبار السن في نسخته 12، اليوم الاثنين 02 أكتوبر، بمقر الجامعة القاسمية. ويتزامن انعقاد الملتقى مع اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف الأول من شهر أكتوبر من كل عام. وشهد الملتقى مشاركة نخبة من الخبراء على مستوى الدولة والعالم، حيث تم تقديم جلستين تناولت أهمية الممارسات الصديقة للعمر وأثرها على صحة كبار السن، كما تمحورت المناقشات حول كيفية دمج التقنية في رعاية كبار السن وتكييف النماذج الناجحة مع سياقات مجتمع الشارقة لتحسين جودة حياتهم. وقدمت الجلسات النقاشية أمثلة حية عن البرامج الناجحة في دول أخرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والمكسيك، و وسويسرا، والمملكة العربية السعودية، حيث تم استعراض السياسات الحكومية والمبادرات التي تهدف إلى تحسين رعاية كبار السن وضمان جودة حياتهم. تجسيداً للرؤية السديدة وتحدث سعادة أحمد الميل، مدير دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، في كلمته الافتتاحية عن الجهود التي قامت بها الدائرة لخدمة كبار المواطنين منذ إنشائها في عام 1995م، مشيراً إلى أن الدائرة تعكس رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في توجيهاته الحكيمة بالحرص على تقديم أحدث الخدمات الاجتماعية باستخدام أحدث الممارسات في مجال الخدمة الاجتماعية لجميع فئات المجتمع. وأكد سعادته أن الرؤية الشاملة لإمارة الشارقة ساهمت في إطلاق العديد من المبادرات الرائدة التي تستهدف خدمة ورعاية كبار السن، وعلى رأسها خدمة الرعاية المنزلية التي تم تنفيذها منذ العام 2003م، حيث أنها وصلت لتغطي كافة منازل كبار المواطنين في إمارة الشارقة، عبر أطباء واختصاصيين وممرضين ذوي خبرة وكفاءة، مما يساهم في توفير الرعاية الطبية المناسبة والشاملة في بيئة منزلهم. وأوضح إلى أن إمارة الشارقة كانت مهيأة قبل انضمامها للشبكة في العام 2016م، ولا زالت تستفيد من خبرات الآخرين، مؤكداً أن الدائرة تستمر في العمل على تحسين البنية التحتية والخدماتية لضمان توفير بيئة إيجابية ومستدامة لكبار المواطنين وأثنى سعادته على المجتمع الإماراتي الذي يقدر ويحترم كبير السن، وأشاد بالجهود المستمرة التي تبذلها إمارة الشارقة لتوفير بيئة متكاملة وإيجابية لكبار المواطنين، مما يمكنهم من المشاركة الفعّالة في الحياة الاجتماعية. مشروع "بركتنا" كما تخلل الملتقى إطلاق مبادرة استثنائية بعنوان "بركتنا" يتم تنفيذها بالتعاون بين دائرة الخدمات الاجتماعية وجمعية الشارقة الخيرية، وتهدف إلى دعم كبار السن في استدامة مشاريعهم الخيرية الحالية أو إطلاق مشاريع جديدة تعود بالنفع على المجتمع. وخلال كلمته، أعرب المستشار عبد الله بن خادم، المدير التنفيذي لجمعية الشارقة الخيرية، عن فخره بإطلاق هذا المشروع النبيل، الذي يعكس التزام الجمعية ودائرة الخدمات الاجتماعية بخدمة المجتمع وتحقيق الرفاهية لكبار السن فضلاً عن الاهتمام بأعمالهم الخيرية، مشيراً إلى أن هذه الإسهامات تجسد ثمرة من الثمرات العديدة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم المبادرات المجتمعية وتحفيزها، مُؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس التفاني الكامل للإمارة في تحقيق التميز في المجال الاجتماعي. وأشار إلى أننا نتطلع في النسخة القادمة من الملتقى أن تزداد هذه المبادرة قوة وتأثيرًا، حيث ستستمر في دعم وتعزيز مشاريع كبار السن وخدماتهم الخيرية، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر تلاحمًا ورفاهية للجميع. الممارسات الصديقة للعمر وتناولت الجلسة الأولى من الملتقى موضوع "أهمية الممارسات الصديقة للعمر من أجل شيخوخة صحية"، وقدمها السيد ثياقو هيريك دي سا، المسؤول الفني للبيئات الصديقة لكبار السن والتغير الديموغرافي بالشبكة العالمية للمدن والمجتمعات الصديقة للمسنين. أشار السيد دي سا، إلى أن المجتمعات الحالية تشهد زيادة في متوسط العمر والتسارع في عمليات الشيخوخة، وهناك تحديات صحية تواجه الأفراد الذين يعيشون لفترة أطول، تلك التحديات تتعلق بكيفية تصميم البيئة الاجتماعية والبنية التحتية لتكون صديقة لكبار السن وتلبي احتياجاتهم. وأوضح أن بيئة ملائمة لكبار السن تعزز من صحتهم ورفاهيتهم عن طريق إزالة الحواجز المادية والاجتماعية وزيادة الشمولية بين مختلف الأعمار في المجتمع. كما أنها تساهم في تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات والمرافق لكبار السن أينما كانوا، وتعالج قضايا عدم المساواة بين الجنسين في هذا السياق، كما تمثل إنشاء بيئات صديقة لكبار السن جزءاً هاماً من جهود الأمم المتحدة لتحسين صحة ورفاهية الأفراد الذين يتقدمون في العمر، ويتوافق ذلك مع أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، لافتاً إلى أن هذا التوجه العالمي يهدف إلى تحسين جودة حياة الأجيال الحالية والمستقبلية وضمان وجود بيئات تدعم الصحة والعافية للجميع. "مؤسسات مراعية للسن" وتطرقت أسماء الخضري، مدير الشارقة مراعية للسن، عن شرح تفصيلي حول مبادرة "مؤسسات مراعية للسن" والتي تستهدف الجهات الحكومية وغير الحكومية في إمارة الشارقة، والمؤسسات الأهلية، ومؤسسات القطاع الخاص، بهدف حصر المؤسسات والمرافق المراعية للسن لتتويجها بلقب "مؤسسة مراعية للسن"، مما تساهم هذه المبادرة في صنع بيئة متجانسة تلبي احتياجات كبار السن في الإمارة، ورفع جاهزية البيئة الهندسية والخدماتية للمؤسسات المشاركة في المبادرة بما يتوافق مع احتياجات كبار السن، وتوعية المجتمع بأفضل الممارسات والبرامج المقدمة لكبار السن في الإمارة، وإبراز دور الجهات المشاركة في المبادرة بخدماتها المراعية للسن. كما أنه يشترط على المؤسسات المشاركة في المبادرة أن تستوفي ثلاثة معايير أساسية وهي التصميم الإنشائي للمبنى وحيويته، والتسهيلات والخدمات المميزة التي تقدمها المؤسسة للمسنين، والتمكين والدمج والمشاركة، وأشارت إلى المبادرة لا تصعب على الجهات المتطلبات، ويتم إفادتهم بحلول مرنة. منح دراسية لدراسة خدمات كبار السن كما ناقشت السيدة، إيونها سوه، منسق برنامج المساعدة الفنية بمركز الابتكار الصديق للعمر في كولومبوس التابعة لولاية أوهايو الأمريكية، واستهلت بقصة نجاح لإحدى كبيرات السن والتي تمكنت من الاستفادة من التكنولوجيا ومحيطها المجتمعي في أن تمارس حياتها بشكل طبيعي، وأشارت إلى أن مركز الابتكار الصديق للعمر في كولومبوس، يقوم بتعزيز العديد من المبادرات المعنية بخدمة كبار السن، حيث يقدم خدمات عديدة ومن أبرزها الخدمات البحثية لصالح جامعة أوهايو، كما تم عقد شراكة مع الجامعة نفسها في إصدار العديد من الأبحاث المعنية بحياة كبار السن، بالإضافة إلى إطلاق برامج تعليمية وورش توعوية أفتراضية تمكن المشارك من الحصول على مهارات في التعامل مع كبار السن، كما تم إطلاق منح دراسية لبرنامج دراسة العلوم المعنية بخدمة كبار السن، وهذه المنح استفاد منها العديد من الطلبة، مما ينعكس ذلك في المستقبل القريب إيجابًا على خدمة كبار السن، مع توفر العديد من المتخصصين. الحلول المناسبة وناقشت السيدة مينا ماتسوماري من منظمة الصحة العالمية الجهود التي تبذلها اليابان لمواجهة التحولات الديموغرافية وتوفير بيئة صحية واجتماعية تعزز من رفاهية كبار السن، وكما سلطت الضوء على البرنامج "مي بو" الذي يعد جزءاً من هذه الجهود، حيث يُستخدم لقياس حالة صحة كبار السن وحالتهم العقلية، كما يساعد هذا البرنامج في تحديد الحلول المناسبة لتلبية احتياجات كبار السن، وذلك باستخدام التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتوجيه السياسات الصحية. وأضافت إلى أن اليابان تواجه تحديات كبيرة في مجال الديموغرافيا، حيث يُتوقع أن يزيد عدد كبار السن بشكل كبير في المستقبل القريب، مما يتطلب تكامل الجهود الحكومية والمجتمعية لتلبية احتياجات هذه الفئة العمرية، من خلال استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يمكن تطوير حلول مبتكرة لتحسين جودة حياة كبار السن ودعمهم بشكل أفضل، مما يسهم في تحقيق رفاهية ورعاية صحية أفضل لهم. الجلسة الثانية في الجلسة الثانية والأخيرة لملتقى خدمات كبار السن 12 تم استعراض تجربة المملكة العربية السعودية في رعاية والاهتمام بكبار السن من خلال وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وجاءت بعنوان التجربة السعودية في رعاية كبار السن والدور الفاعل للقطاع غير الربحي شارك في تقديمها كل من ابتسام الحميزي مدير رعاية كبار السن في الوزارة وبطحي سليمان مدير جمعية واحة الوفاء لكبار السن. وتناولت محاور استراتيجية ونظام حقوق باقات الخدمات والتكامل الرائع مع القطاع غير الربحي حيث اشارت ابتسام الحميزي بأن البيانات والدراسات تبين أنه خلال 30 سنة قادمة سيتضاعف عدد كبار السن 3 أضعاف ما يحتم علينا جميعا العمل بجودة وعمل مؤسسي لتقديم خدمات أفضل لهذه الشريحة. وأشارا بأن الوزارة حرصت على إجراء مقارنة معيارية مع التجارب الأجنبية بهدف تطوير الخدمات لديها واختيار المناسب لها وحاليا تقدم العديد من الخدمات منها مركز المعيشة للمسن والذي يوفر اقامات متنوعة مؤقتة ودائمة، توفير بيئة تحفظ وتصون كبار السن برامج توعوية بحقوقهم، تمكين المراكز الاجتماعية بالاهتمام بهم لهم، كما منحهم بطاقة امتياز دعم لمعيلي كبار السن والتطوع في خدمتهم وتمكين الجمعيات المختصة. كما تسعى الوزارة الى تعزيز اندماجهم في المجتمع ودعم تحولها الى دور المشرف في مجال تعزيز المشاركة المجتمعية إضافة الى تقديم خدمات اجتماعية. كما جاء في التجربة السعودية عرض قانون خاص بكبار السن يتألف من 13 مادة لتمين وللرعاية والاهتمام وتوفير الفرص لهم للعمل. أما المشاركة الثانية فكانت من ولاية كرياتل في المكسيك، حيث قدم صاحب فكرة مبادرة "بيدك من اجل سلامتهم" ادريانو بويانو، حيث تعد هذه المدينة من الأعضاء المنضمين الى الشبكة العالمية لكبار السن في منظمة الصحة العالمية، والمبادرة هي إسوارة توضع في يد المسن وفي حال ضاع عن منزله يتم التعرف على مكان وجوده من خلال رقم أو كود متصل بالشرطة وبمجرد ذكر الرقم يستطيع الشرطي تحديد مكانه.