اختتمت اليوم فعاليات مؤتمر الخدمة الاجتماعية الثالث عشر والذي أقيم برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة، ونظمته دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، تحت شعار "شراكات تحقق الحماية" في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات في الشارقة.
وخصصت فعاليات اليوم الثاني للورش التدريبية والتفاعلية لعاملين مع الجهات المعنية بالحماية المستهدفة من المؤتمر والتي تعمل في مجال الحماية الاجتماعية من المؤسسات الاجتماعية المعنية بالحماية والجهات الشرطية والأمنية والقضائية والصحية والمؤسسات التعليمية من المدارس والمراكز التعليمية والأندية الرياضية، بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية المعنية بالحماية.
جميع حالات الطفل مؤلمة
وقدمت 8 ورش تدريبية، طرحت عناوين مؤثرة وهامة في مجال الحماية، من كافة المجالات الاجتماعية والنفسية والقانونية والتأهيلية. وشاركت وزارة العدل ممثلة بالدكتور محمد حجازي استشاري أول طب شرعي، والذي قدم ورشة عن دور الطب الشرعي في تشخيص الاعتداءات على الاطفال، والذي أكد بأن جميع الحالات التي تتعلق بالأطفال هي مؤلمة بغض النظر عن الحدث أكان عنف لفظي أو جسدي أو نفسي أو نتيجة أهمال، ويعقب قائلا، ان قراءة حالة الطفل الضحية من السهولة الكشف عنها لكون جسد الطفل صغير وكذلك أعضاءه، وبالتالي تعرف أسباب تعرضه لهذه الحالة أو غيرها.
ودعا المحاضر كافة العاملين مع شريحة الأطفال أن في المدرسة أو البيت إلى ملاحظة أي تغيير يطرأ على حالته ووضعه وصحته كونها قد تكون مؤشر على تعرضه لسؤ ما. وأشار حجازي الى ان أصعب الصور البشعة التي تقابله في عمله، هي الكدمات والكسور وحروق ناتجة عن تعذيب الطفل.
"التعامل مع البلاغات"
وفي ورشة "ممارسات واقعية في التعامل مع البلاغات" تحدث خالد الكثيري رئيس فريق الاستجابة، في مركز حماية الطفل والأسرة، وتحدث عن الاجراءات المتبعة في المركز الذي تكمن رؤيته في الريادة بضمان تمتع الطفل وفاقد الرعاية الاجتماعية في حياة كريمة وآمنة والخالية من العنف.
وبحسب أهداف المركز فهي، نجدة الأطفال فاقدي الرعاية الاجتماعية المبلغ عنهم بشتى الوسائل وضمان تمتعهم بكافة حقوقهم وتقديم خدمات استشارية لهم ولذويهم، تقديم الدعم النفسي التخصصي للأطفال فاقدي الرعاية، الذين تعرضوا للأساءة من خلال التقييم وتقديم الاستشارات وبرامج إعادة التأهيل بهدف محو آثار الإساءة ومعالجة نفسيتهم وتعديل سلوكهم.
كذلك ضمان حقوق الأطفال وفاقدي الرعاية الاجتماعية من خلال تأمين حقوقهم الغير مؤمنة وإصدار الأوراق الثبوتية لهم، وضمان حق التعليم والصحة والتمثيل القانوني وضمان التمثيل السليم للأحكام الصادرة بالمحكمة والخاصة بحقوقهم لضمان إستقرارهم بالمجتمع، ويتم العمل على البلاغات التي تردنا من أي فرد من المجتمع يتعرض للإساءة داخل منزله أو خارجه من طفل يستغيث أو إمرأة معنفة أو من كبير السن أو من مريض نفسي إضافة لجهات أخرى تتعرض للعنف، يحق لهم الاتصال على الرقم 800700 وتقديم بلاغ في نجدة حماية الطفل التابع لنا وبلاغ استغاثة من أحد الفئات الضعيفة المعنية من الضروري الوصول إليها بزمن قياسي، فنحن لدينا تحدي مع الزمن للاستجابة للبلاغات العاجلة والتي من المفروض أن لا تتجاوز الساعة الواحدة.
تأهيل ضحايا العنف
وفي ورشتها حول برامج وآليات تأهيل النساء ضحايا العنف قدمت غنيمة البحري مدير إدارة الرعاية والتاهيل في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال،وبمشاركة مريم الجعيدي مدير حالة، ان الورشة تنقسم الى 5 أجزاء، وهي تعريف العنف، آثار العنف ضد النساء، ومختلف الآثار النفسية والاجتماعية،آليات تأهيل ضحايا العنف من كافة النواحي، وماهي أفضل الممارسات بالدولة وإدارة الحالة.
وعلقت البحري على مؤتمر الخدمة الاجتماعية بالقول، أن مثل هذه المؤتمرات جديرة بالاهتمام والمشارة لكونها كفيلة بتعزيز الوعي برفع معدل الوعي والمعرفة بحقوق المرأة ومعرفتها أيضا بالجهات التي من الممكن أن تتوجه إليها للحصول على المساعدة والدعم وبالدرجة الأولى الحماية، وكل ذلك يؤدي إلى التقليل من المشاكل، وهذا المؤتمر يخص العاملين في مجال الحماية ما يجعل الأمور أكثر وضوحا ويرتب الأدوار بين كل هذه الفئات المشتركة.
واستطردت قائلة، أن المشاركة أو التشاركية أمر بالغ الأهمية بالعالم حيث يتم إدارة الحالات الخاصة بالعنف من خلال التشريك لأنه من المستحيل أن تنجح مؤسسة واحدة في معالجة مشاكل المجتمع لوحدها من دون مساندة ودعم المؤسسات والجهات المجتمعية الأخرى.
الدمج المجتمعي
وتحت عنوان الدمج المجتمعي للمحتضن والأسر الحاضنة، استضاف المؤتمرإحدى النماذج الناجحة للاحتضان وهي الكويتية زينة بدر بن عيسى وهي أم حاضنة ومؤسسة لمبادرة جذور لدعم الأم والأسرة الحاضنة، وبدأ مشوارها باحتضان أول طفلين كانا بسن الشهرين منذ العام 2005 وفي 2008 اطلقت مبادرتها جذور، وقالت زينة، أنها واجهت الكثير من المشاكل مثل الكثير غيرها، لذا كان الحل الافضل هو العدم الإفصاح عن الأمر وإبقاء الأمر سرا عن المجتمع، وبالتالي لم يكن هناك مؤسسات بالكويت معنية مباشرة بالاحتواء، وتشير إلى أنها لم تواجه مشكلة مع زوجها أو مع أسرتها بل الجميع تقبل موقفها، وهي الأن أم لولدين شابين وفتاة جميعهن يعلمون أنهم محتضنين. وتخصص حيانها لنشر التوعية بهذه القضية الهامة ودعم الأسر الراغبة بالاحتضان وعرض تجربتها في الاحتضان لتشجع الآخرين عليها.
التقييم النفسي للأطفال ضحايا العنف
وسلطت أنيتا ساني، خبيرة تربوية في إدارة أصحاب الهمم، الضوء على العديد من القضايا الأساسية في تقييم الأطفال ضحايا العنف، والتحديات التي تواجه التقييم النفسي الصحيح، مشيرة إلى أن الأطفال الذين يتعرضون للعنــف بأشــكال عديــدة، سواء في بيوتهم أو مدارسهم أو مجتمعاتهم، تتأثر صحتهم النفسية وغالبــاً مــا يكــون التأثر صادمــاً، ومن هنا يأتي دور التقييم النفسي لهؤلاء الأطفال ضحايا العنف، وذلك من خلال عدد من الوسائل حسب طبيعة درجة العنف أو الصدمة، ومن هنا يمكن يتم العلاج من خلال إرشادات أو جلسات محددة، أو يتم تمكين الطفل ببرامج لإعادت تأهيله، والدور هنا يشمل الجميع من المؤسسات الحكومية ودور الرعاية، والمدارس، والمجتمعات المحلية، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق الأسرة نفسها مشيرة إلى أن لتدخــلات الوقائيــة والتــي تركــز عــى الصحــة النفســية للأمهادور كبير.
وأشادت ساني، بالإطار التشريعي لدولة الإمارات العربية المتحدة والعديد من المؤسسات الحكومية لها دور فاعل في إعادة تأهيل وتقييم الأطفال نفسياً ودمجهم مجتمعياً، وما شهدته الدولة أخيرا من توجه مختلف المؤسسات المعنية في التشديد على تطوير مهارات الاخصائيين النفسيين وتطوري الترخيص المهني لهو خير برهان على أن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال.
أما ورشة حماية كبار السن والتي قدمتها فاطمة إسماعيل مدير دار الأمان بدائرة الخدمات الاجتماعية؛ بموضوع أهمية كبار السن على المجتمع وتطرقت إلى أنواع الإساءة التي يمكن أن يتعرضون لها بعضهم وكيفية العمل على ضمان حمايتهم بطرق استباقية، وذلك من خلال برامج التوعية الموجهة إلى كافة أفراد المجتمع ومؤسساته وتأهيل كل حسب مجاله والأدوار المنوطة بهم لضمان حماية كبار السن من التعرض لأي إساءة سواء كانت متعمدة أو غير متعمدة.
كما تطرقت إلى دور دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، من خلال عدد من الآليات التي تخدم وتحمي كبير السن، منها تأهيل جليس كبير السن أو المرافق له، الإيواء بدار المسنين، برامج أندية الأصالة الترفيهية والدينية والاجتماعية، بالإضافة إلى البرامج الأخرى من مبادرات لخدمة كبار السن المقيمين لوحدهم، فضلاً عن الرقم المجاني 800700 المتاح لنجدة كافة الفئات المعرضة للعنف على مستوى إمارة الشارقة.
العلاج الشامل
وعن الورشة التدريبية التدريب والتأهيل بين الواقع والمأمول؛ والتي ألقاها الدكتور عبد الله الانصاري، مدير إدارة الأبحاث المجتمعية والتوعية والعلاقات العامة بمركز إرادة للعلاج والتأهيل، ألقت الضوء على واقع العلاج الشامل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعرضت الخدمات المقدمة في مركز "إرادة" للعلاج والتأهيل، وتناولت الخدمات الإعلامية التوعيوية والبرامج الهادفة التي قدمها المركز ومن أهمها برنامج "مسموح" التلفزيوني، ومبادرة تدريب وتأهيل أصحاب الإرادة.
وأكد أنه من خلال البرنامج يتم اختيار مجموعة من المتعافين وفق شروط ومعايير دقيقة، ويتم توظيفهم في المركز لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد وبمكافأة شهرية، مشيداً باستمرارية المبادرة في تلقي الدعم من الجهات المختلفة، أخذوا على عاتقهم مسؤولية تدريب المتعافين، وختم المحاضرة بتسليط الضوء على مستقبل التعافي في الدولة ورؤية القيادة الرشيدة.
وقدم إبراهيم الطرطور المستشار القانوني في دائرة الخدمات الاجتماعية، التشريعات القانونية التي تؤمن الحماية لأفراد المجتمع، والقوانين الوضعية لدولة الإمارات العربية المتحدة والمتمثلة في قوانين الأحوال الشخصية، وقوانين الحماية، وقوانين المرور، وقوانين العقوبات، كما تطرق الطرطور لقوانين الحماية المحلية بإمارة الشارقة، والتي كان آخرها قانون الرعاية الاجتماعية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
كادر
يد واحدة لا تصفق
ثمن الدكتور جاسم الحمادي مدير إدارة المعرفة في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، جميع المشاركات من مؤسسات ودوائر وهيئات ووزارات وأفراد التي اثرت مؤتمر الخدمة بمشاركتها في فعالياته التي استمرت يومين، وأكد على أن المؤتمر استطاع أن يجمع جميع المؤثرين والمختصين في مجال الحماية في المؤتمر، على أمل الوصول إلى صياغة مجموعة من الأهداف التي تسهم بالإرتقاء بسبل الحماية لتساهم في توفير حياة مستقرة لأفراده، بالإضافة لتأكيد الدعوة للتشاركية بين المؤسسات لأن يد واحدة لا تصفق.