أوصى المشاركون في ملتقى كبار السن العاشر، والذي نظمته دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، تحت شعار "المجتمع الرقمي لكبار السن"، بضرورة وضع خطة لمحو الأمية الرقمية لتمكين كبار السن رقمياً لتأهيلهم للتعامل والاستفادة من الخدمات الرقمية المخصصة لهم، وذلك بسبب ارتفاع معدل شيخوخة السكان في السنوات المقبلة، الأمر الذي جعل من المهم التكيف مع التقنيات الذكية.
وكان الملتقى قد عقد برعاية صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد الشارقة نائب حاكم الشارقة، وبحضور عفاف إبراهيم المري رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، الأسبوع الماضي تزامنا مع اليوم العالمي لكبار السن الموافق للأول من أكتوبر، وجاء في التوصيات التي استعرضها الدكتور جاسم الحمادي مدير إدارة المعرفة في دائرة الخدمات الاجتماعية، تغيير الصورة السلبية والنمطية المنتشرة عن رفض كبار السن للتغيير وعدم تقبلهم للتقنيات الحديثة لتشجيع كبار السن على التعامل مع التقنيات الرقمية، وتكثيف الدراسات عن الفجوة الرقمية لدى كبار السن في دولنا الخليجية والعربية للحد من ممارسات التهميش الرقمي ووضعهم في بؤرة الاهتمام في معالجة تصميم البرامج والخدمات الرقمية الملائمة لهم، إضافة الى مشاركة أصحاب المصلحة من كبار السن عند التحدث عن مشاكلهم التقنية والاستماع لهم والآخذ بمقترحاتهم .
إبراز كبار المواطنين المتميزين إعلامياً
كما أكدت التوصيات على الإقتداء والترويج الإعلامي من خلال إبراز كبار السن من المواطنين المتميزين في المجال التكنولوجي إعلامياً. ونادى المشاركون بإنشاء شراكات رسمية مع الجهات الرقمية ذات الصلة التابعة للقطاع الحكومي والخاص كقطاع الاتصالات والذكاء الإصطناعي للعمل نحو رقمنة خدمات كبار السن في إطار تشاركي، وإدراج منهج تطبيقي في التكنولوجيا الرقمية لكبار السن المنضمين لبرامج محو الأمية، وكذلك أعضاء مراكز التنمية الاجتماعية وجمعيات النفع العام وغيرها.
كما دعوا لتنفيذ برامج تلفزيونية تعليمية ومصممة خصيصا لهم وفق احتياجاتهم مع تنفيذ حملات توعوية تشجيعية لنشر ثقافة استبدال الطرق التقليدية في التواصل والإنجاز، بالطرق التكنولوجية الأكثر فاعلية. وإنشاء قاعدة بيانات تفاعلية تشمل كافة بيانات لكبار السن سواء السكن وظروف الرعاية الخاصة بهم وتاريخهم المرضي وسجل المتابعة الطبي واحتياجاتهم الدورية وغيرها من الأمور التي تضمن وجود مرجعية رقمية لمتابعة كبار السن دورياً.
مفهوم الدمج الاجتماعي
وركزت التوصيات على أهمية العمل على تحويل مفهوم الدمج الاجتماعي لممارسات إنسانية فعلية أكثر تفاعلاً وتماساً مع كبار السن، من خلال مبادرات تطوعية يعمل من خلالها مجموعة متطوعين قائمين على تحقيق التواصل الإنساني الدائم مع كبار السن والاستماع لهم لتشجيعهم نحو المشاركة في مناشط المجتمع والتعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم في تواصل إنساني دائم، مع تطوير آليات وبيئة الخدمات الرقمية الموجهة لأفراد المجتمع المحيط بكبار السن.
سياسة إجتماعية شاملة
ومن البنود الهامة، وضع سياسة إجتماعية شاملة تنطلق من التوجه نحو التمكين بدل الرعاية، ضمن برامج وخطط شاملة تهدف للخروج بهذه الفئة من الرؤية المحصورة في زاوية الرعاية النمطية إلى التمكين والإستقلالية، واستخدام التكنولوجيا الذكية في مجال التطبيب عن بعد بما يدمج في إطار التمكين وكأداة لعدم التخلي.
وعلى المفصل الآخر، أوصى المشاركون في ملتقى كبار السن العاشر، بضرورة الاعتماد على التكنولوجيا القابلة للإرتداء بالإنتقال إلى الأنظمة الكهربائية أو الميكانيكية التي يتم إرتدائها على جسم الإنسان عن طريق دمجها في أجزاء الملابس أو كجزء إضافي يتم تثبيته بواسطة أشرطة، ويمكن لهذه الأجزاء أداء وظائف مثل الإستشعار، أو الاتصالات، أو الملاحة، أو اتخاذ القرار.
العنصر الإنساني
وأكدت التوصيات على دوام العنصر الإنساني، بمعنى أن التكنولوجيا الذكية لا تعوض التفاعل البشري، ووجود الروبوتات والمنازل الذكية مع غياب العلاقات الإنسانية يقودهم للعزلة أكثر.
وأخيرا، أكدت التوصيات على حرية تقرير المصير، بحيث لا ينبغي إجبار أي شخص على استخدام تكنولوجيا لا يرغب بها.